ترطيب الجسم

ترطيب الجسم: الدليل الشامل لشرب الماء وتجنب الجفاف!

ترطيب الجسم ليس تفصيلًا ثانويًا في التغذية والرجيم؛ هو عامل أساسي يؤثر على الطاقة والتركيز والهضم والتحكم بالشهية والأداء الرياضي. والمشكلة أن الجفاف قد يكون خفيفًا دون أن ننتبه له، فيظهر كصداع أو خمول أو جوع وهمي ورغبة بالسكريات. في هذا المقال سنتعرف الى كم يحتاج الجسم من الماء يوميًا؟ وهل تختلف الكمية حسب الوزن؟ وهل الأكل يؤثر على الترطيب؟

ما هو ترطيب الجسم؟

ترطيب الجسم هو الحفاظ على توازن السوائل داخل الجسم بحيث يحصل على كمية كافية من الماء (ومعه الأملاح المعدنية الأساسية مثل الصوديوم والبوتاسيوم) ليعمل بكفاءة.

يعني ببساطة أن خلاياك تحصل على ما تحتاجه لـ:

  • تنظيم حرارة الجسم والتعرّق

  • دعم الدورة الدموية ونقل المغذيات

  • تحسين الهضم وتقليل الإمساك

  • ضبط الشهية وتقليل “الجوع الوهمي”

  • الحفاظ على التركيز والطاقة والأداء الرياضي

كم يحتاج الجسم من الماء يوميًا

كم يحتاج الجسم من الماء يوميًا ؟

يحتاج الجسم يوميًا إلى كمية من الماء تكفي للحفاظ على توازن السوائل ودعم وظائفه الحيوية مثل تنظيم الحرارة، نقل المغذيات، وتحسين الهضم والتركيز. كقاعدة عملية شائعة في التغذية، تتراوح الاحتياجات لدى معظم البالغين بين 2 و3 لترات يوميًا، وتزداد أو تقل حسب الوزن ودرجة النشاط البدني والطقس ونمط الأكل. ولتقدير أقرب للدقة، يُستخدم غالبًا معيار 30–35 مل لكل كيلوغرام من وزن الجسم؛ فمثلًا شخص وزنه 70 كغ قد يحتاج قرابة 2.1 إلى 2.45 لتر يوميًا. والأهم من الأرقام الثابتة هو متابعة مؤشرات الجسم: إذا كان لون البول فاتحًا معظم اليوم وكانت مستويات الطاقة جيدة، فهذا غالبًا دليل على ترطيب مناسب.

تختلف كمية الماء حسب الوزن بشكل واضح لأن الجسم الأكبر كتلةً يحتوي عادةً على سوائل أكثر ويحتاج تعويضًا يوميًا أعلى للحفاظ على التوازن الداخلي. لذلك بدل رقم ثابت للجميع، تُستخدم قاعدة عملية تعتمد على الوزن: حوالي 30–35 مل ماء لكل كيلوغرام يوميًا؛ فكلما زاد الوزن زادت الكمية المناسبة تلقائيًا. ومع ذلك يبقى الوزن الأساس فقط، ثم تُعدَّل الكمية صعودًا مع التعرّق والرياضة والحر، أو حسب نمط الطعام (مثل البروتين والألياف المرتفعة) لضمان ترطيب فعلي وليس مجرد رقم على الورق.

قم بــ استشارة دكتور دايت لأي سؤال او استفسار.

هل العطش يعني أني دخلت مرحلة جفاف بالفعل؟

في معظم الحالات العطش يعني أنك بالفعل بدأت تدخل مرحلة جفاف خفيف، لكن “جفاف” هنا لا يعني حالة خطيرة بالضرورة؛ بل يعني أن الجسم فقد جزءًا من سوائله وبدأ يرسل إشارة واضحة لتعويضها.

لماذا العطش يُعد علامة متأخرة نسبيًا؟

الجسم لا “ينتظر” حتى ينتهي الماء، لكنه أيضًا لا يطلق العطش من أول نقص بسيط. عندما تقل السوائل يبدأ تركيز الأملاح في الدم بالارتفاع قليلًا (خصوصًا الصوديوم)، فتلتقط ذلك مستقبلات خاصة في الدماغ وتفعّل:

  • الشعور بالعطش

  • تقليل إخراج البول

  • أحيانًا زيادة الرغبة في السوائل الباردة أو المالحة

لهذا السبب، كثير من الناس عندما يشعرون بالعطش يكون لديهم أصلًا نقص سوائل خفيف ،وغالبًا يكفيه شرب ماء بشكل منتظم خلال ساعة أو ساعتين ليعود التوازن.

ماذا يعني جفاف خفيف عمليًا؟

الجفاف الخفيف قد يظهر قبل أن تلاحظ أعراضًا واضحة، لكنه قد يؤثر على:

  • التركيز والانتباه

  • المزاج والطاقة

  • الأداء الرياضي

  • الهضم (خصوصًا الإمساك)

  • الإحساس بالجوع (أحيانًا يتحوّل العطش إلى “شهية”)

حتى نقص بسيط من الماء قد يخلّي اليوم ثقيل بدون سبب واضح.

متى يكون الاعتماد على العطش غير كافٍ؟

في ظروف معيّنة العطش لا يكون مؤشرًا مثاليًا، وقد تتأخر الإشارة أو تكون مضللة، مثل:

  • الحر الشديد والرطوبة

  • التمارين والتعرّق العالي

  • الصيام

  • الأطفال وكبار السن (قد تكون استجابة العطش أضعف)

  • بعد تناول كافيين بكميات كبيرة أو في أيام النوم القليل

في هذه الحالات الأفضل أن تشرب بشكل مخطط، لا فقط عند العطش.

كيف تعرف إن العطش عندك مجرد تنبيه أم بدأ يؤثر؟

راقب علامات الجفاف الخفيف الشائعة:

  • بول غامق أو قليل

  • صداع خفيف أو ثِقل بالرأس

  • جفاف الفم والشفاه

  • خمول أو دوخة بسيطة

  • تقلصات عضلية خفيفة (خصوصًا مع العرق)

  • رغبة قوية بالسكريات أو إحساس جوع غير مفهوم

ماذا تفعل عندما تشعر بالعطش؟

  • اشرب كوبين ماء على دفعات (ليس دفعة واحدة بسرعة).

  • إن كنت متعرّقًا كثيرًا أو تمرنت: أضف إلكتروليتس/أملاح (أو ماء مع وجبة فيها قليل من الملح) لأن الماء وحده أحيانًا لا يعوض الأملاح المفقودة.

  • ثم استمر برشف الماء خلال الساعة التالية بدل تكديس كمية كبيرة مرة واحدة.

متى يصبح الموضوع مهمًا طبيًا؟

اطلب مساعدة طبية إذا كان هناك:

  • دوخة شديدة/إغماء

  • خفقان قوي

  • ارتباك

  • قيء/إسهال مستمر

  • عدم تبول لساعات طويلة مع عطش شديد

هل القهوة والشاي يسببان الجفاف؟

القهوة والشاي لا يُجفّفان الجسم بالمعنى الشائع عند أغلب الناس إذا كان الاستهلاك معتدلًا. صحيح أن الكافيين له تأثير مُدرّ خفيف للبول، لكن الأبحاث تشير إلى أن الجرعات الموجودة عادةً في أكواب القهوة/الشاي لا تؤدي إلى صافي فقد سوائل لأن كمية الماء داخل المشروب تعوّض ما قد يزداد من التبول،خصوصًا عند من يشربون الكافيين بانتظام.

كيف تتعامل معها عمليًا؟

  • تُحسب ضمن السوائل اليومية (خصوصًا الشاي)، لكنها ليست بديلًا مثاليًا عن الماء طوال اليوم.

  • الشاي الأسود بكمّيات معتدلة أظهر ترطيبًا مشابهًا للماء في تجربة عشوائية.

  • المشكلة تظهر أكثر عندما تكون الجرعة مرتفعة جدًا (مثلاً عدة أكواب قوية متتالية أو مشروبات طاقة عالية الكافيين) أو عند أشخاص غير معتادين على الكافيين،قد يزيد التبول ويظهر صداع/خفقان/توتر.

قاعدة سهلة: إذا شربت قهوة/شاي خلال اليوم، حافظ على ماء إضافي خصوصًا مع الحر والرياضة، ولا تعتمد على الكافيين كمصدر الترطيب الأساسي.
وللأمان العام، توصي جهات أوروبية بأن استهلاك الكافيين المعتاد لدى البالغين الأصحاء حتى حوالي 400 ملغ/يوم لا يثير مخاوف سلامة لدى معظم الناس

ما أعراض الجفاف الخفيف التي يتجاهلها الناس عادة؟

الجفاف الخفيف غالبًا يمر تحت الرادار لأن أعراضه تشبه التعب أو الجوع أو ضغط الشغل. هذه أكثر العلامات التي يتجاهلها الناس عادة:

  • صداع خفيف أو ثِقل بالرأس: كثيرون يربطونه بقلة نوم أو توتر، بينما قد يكون سببه نقص سوائل بسيط.

  • تعب/خمول وانخفاض طاقة غير مبرر: من أوائل العلامات الشائعة للجفاف الخفيف.

  • ضعف التركيز وتشوش بسيط: صعوبة في الانتباه أو بطء ذهني خفيف، وقد يتطور لارتباك إذا زاد النقص.

  • دوخة خفيفة خصوصًا عند الوقوف بسرعة: بسبب تأثير الجفاف على حجم الدم والضغط

  • جفاف الفم/الشفاه أو إحساس فم لزج: علامة مباشرة على نقص السوائل.

  • قلة التبول أو بول داكن ورائحته قوية: من أوضح مؤشرات نقص السوائل، ومع ذلك كثيرون لا ينتبهون له.

  • إمساك أو بطء هضم: لأن الجسم يسحب ماء أكثر من الأمعاء عند نقص السوائل.

  • اشتهاء السكريات أو جوع وهمي: أحيانًا يترجم الجسم العطش كرغبة بالأكل، خصوصًا السكريات.

  • تشنجات/شد عضلي خفيف (خصوصًا مع التعرّق): قد يرتبط بنقص السوائل و/أو اختلال الأملاح.

  • إحساس بالحرارة وعدم تحمّل الجو: لأن الترطيب أساسي لتنظيم الحرارة والتعرّق.

ما أفضل وقت لشرب الماء خلال اليوم؟

أفضل وقت لشرب الماء وترطيب الجسم هو ليس لحظة واحدة سحرية،الأفضل توزيعه بذكاء خلال اليوم بحيث تبقى مرطّبًا باستمرار، بدل ما تتذكر وتشرب كمية كبيرة دفعة واحدة. وهذه هي الأوقات الأهم ولماذا:

1) بعد الاستيقاظ مباشرة

خلال النوم تفقد سوائل بالتنفس والتعرّق، لذلك كوب ماء بعد الاستيقاظ يساعدك تبدأ اليوم “مُرطّب” ويخفف الصداع والخمول عند كثيرين.

عمليًا: 250–500 مل خلال 10–20 دقيقة (حسب راحتك).

2) قبل الوجبات بـ 20–30 دقيقة

شرب الماء قبل الأكل يساعد على الترطيب، وقد يدعم التحكم بالشهية عند بعض الناس (خصوصًا الأكبر سنًا)، لأن الماء يملأ المعدة جزئيًا ويعزز الإحساس بالشبع.
عمليًا: 250–500 مل قبل الغداء/العشاء بـ 20–30 دقيقة.

ملاحظة: لا يوجد “توقيت إلزامي” للهضم، لكن كثيرين يشعرون براحة أكثر عندما يشربون قبل الوجبة بدل أثناءها بكميات كبيرة.

3) بين الوجبات (كل 1–2 ساعة رشفات)

هذا هو المفتاح الحقيقي: جرعات صغيرة متكررة تمنع العطش والجفاف الخفيف، وتحافظ على التركيز والطاقة، بدل ما تتراكم عليك الحاجة للماء آخر اليوم.

عمليًا: كوب صغير (150–250 مل) كل 60–90 دقيقة، أو حسب العطش.

4) قبل وأثناء وبعد التمرين

هنا التوقيت يصير مهمًا أكثر لأن فقد السوائل بالعرق قد يكون كبيرًا. توصي إرشادات الرياضة بشرب قرابة 500 مل قبل التمرين بحوالي ساعتين لتبدأ التمرين بترطيب جيد وتترك وقتًا للتخلص من الزيادة. 
وأثناء التمرين: خذ رشفات منتظمة بدل شرب كثير دفعة واحدة. وبعد التمرين: عوّض ما فقدته تدريجيًا.

إذا تتمرن في الحر/تتعرق كثيرًا: قد تحتاج أيضًا تعوض أملاح (إلكتروليتس) وليس ماء فقط.

5) مساءً وقبل النوم

اشرب ما يكفي لتكمل احتياجك اليومي، لكن خفف قبل النوم بساعة إلى ساعتين إذا كان الماء يوقظك للحمام. (الاستثناء: إذا كنت عطشان جدًا أو الجو حار.)

شاهد الدكتور كرماني يتحدث عن تأثير الماء على مزاجك

أهمية ترطيب الجسم كبيرة لأنه شرط أساسي لعمل أغلب وظائف الجسم بشكل طبيعي،وأي نقص بسيط قد ينعكس بسرعة على الأداء والصحة، خصوصًا مع الرجيم والرياضة.

أهم الفوائد عمليًا:

  • رفع الطاقة والتركيز وتقليل الصداع والخمول المرتبطين بالجفاف الخفيف.

  • تنظيم حرارة الجسم عبر التعرّق، وهذا مهم جدًا في الحر ومع التمرين.

  • دعم الهضم وتقليل الإمساك لأن الماء يساعد حركة الأمعاء وتليين البراز.

  • تحسين التحكم بالشهية لأن العطش أحيانًا يُترجم كجوع، فيأكل الشخص وهو يحتاج سوائل.

  • دعم الأداء الرياضي والتعافي: الترطيب يحافظ على ضخ الدم للعضلات ويقلل التعب وتشنجات العضلات (خصوصًا مع تعويض الأملاح عند التعرّق).

  • حماية الكلى والمساعدة في التخلص من الفضلات وتقليل تركيز البول.

  • دعم صحة الجلد بشكل غير مباشر (لأن البشرة تتأثر بتوازن السوائل، رغم أنه ليس بديلًا عن العناية).

  • تحسين الدورة الدموية وضبط ضغط الدم نسبيًا لأن نقص السوائل يقلل حجم الدم ويزيد الدوخة عند بعض الناس.

ما أسباب احتباس السوائل رغم شرب الماء؟

احتباس السوائل رغم شرب الماء يحدث لأسباب متعددة، وأكثرها شيوعًا هو أن شرب الماء وحده لا يعني تلقائيًا ترطيب الجسم بشكل متوازن؛ فاختلال الصوديوم والبوتاسيوم، والإفراط في الملح أو الأطعمة المصنعة، وقلة الحركة والجلوس الطويل، والتغيرات الهرمونية (خصوصًا قبل الدورة)، وقلة النوم وارتفاع التوتر (الكورتيزول)، كلها قد تدفع الجسم لحبس الماء كآلية دفاعية. كذلك قد يساهم تناول كربوهيدرات أعلى من المعتاد في زيادة “ماء مخزّن” مؤقتًا لأن الجسم يخزن الماء مع الجلايكوجين، وقد تلعب بعض الأدوية دورًا مثل مضادات الالتهاب أو أدوية الضغط والهرمونات.

الهدف ليس زيادة الماء فقط، بل دعم ترطيب الجسم بطريقة صحيحة عبر توازن الأملاح، تقليل الصوديوم الزائد، زيادة البوتاسيوم من الأطعمة، الحركة، والنوم الجيد،وعند تورم شديد أو مفاجئ أو مصحوب بضيق نفس يجب مراجعة الطبيب.

 

خلاصة:

في النهاية، ترطيب الجسم ليس عادة جانبية تُترك للوقت، بل أساس يومي يدعم صحتك ونتائجك في الرجيم والرياضة. عندما تفهم احتياجك الحقيقي من السوائل وتوزّع شرب الماء بذكاء وتنتبه لتوازن الأملاح والعلامات التي يرسلها جسمك، ستلاحظ فرقًا واضحًا في الطاقة والتركيز والهضم والتحكم بالشهية. اجعل الترطيب جزءًا ثابتًا من روتينك، وابدأ بخطوات بسيطة اليوم،لأن جسمك يعمل أفضل دائمًا عندما يكون مرطّبًا كما يجب.

تقييم المقالة
0
تم تسجيل تقييمك لهذا المقال سابقًا.
هاشتاغ: -

شاركونا أفكاركم

معلوماتك آمنة لدينا، ولن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني!